"تقرير: هل أجهزة كروم بوك هي المسؤولة عن الأزمة الضخمة في مخلفات الأجهزة الإلكترونية؟ وكيف يمكن للمستخدمين المحافظة على بيئة المحيط والحد من التأثير السلبي للأجهزة الإلكترونية؟"
وبالعودة إلى بداية عام 2020 وإبان تفشي وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) Covid-19 أقدمت العديد من المدارس الأمريكية على شراء أجهزة حاسوب محمولة منخفضة السعر من نوع كروم بوك بأعداد كبيرة من أجل طلابها الذين أُجبروا على حضور الحصص الدراسية من منازلهم عبر الإنترنت.%20(20).webp)
وأضاف الباحثون المشاركون في إعداد التقرير بعد دراسة 29 حالة مختلفة، أنه في 10 منها بلغت تكلفة استبدال لوحة المفاتيح فقط نحو 90 دولارًا أمريكيًا، وهو تقريبًا نصف سعر أجهزة كروم بوك ذاتها المستخدمة حاليًا في المدارس الأمريكية، الأمر الذي دفع بعض أقسام الصيانة في المؤسسات التعليمية إلى شراء أجهزة كروم بوك جديدة من أجل الحصول على قطع الغيار، بالرغم من ظهور مشكلات أخرى تمثلت في عدم توافق بعض قطع الغيار مع الإصدارات الأحدث من كروم بوك بسبب «التغييرات العشوائية التي يجريها مصنعو أجهزة كروم بوك»، وفقًا للتقرير.
وتناول التقرير قضية أخرى متصلة فيما يُعرف بتاريخ انتهاء التحديث التلقائي لأجهزة كروم بوك والتي تُقدر بثماني سنوات من الدعم الفني بالتحديثات اللازمة من تاريخ إطلاق الجهاز بحسب ما تعتمده شركة جوجل، المطور الرسمي لنظام (كروم أو إس) ChromeOS الذي تعمل به أجهزة كروم بوك المحمولة.
وكانت المدارس الأمريكية قد أتمت عمليات الشراء وأدخلت أجهزة كروم بوك حيز الاستخدام بعد مدة من الإعلان عنها ما يعني أن المدة المتبقية على توقف التحديثات للنظام تتراوح بين أربع إلى خمس سنوات، بعدها سوف تصبح تلك الأجهزة بلا جدوى حقيقية حتى إن كانت مكوناتها تعمل على نحو صحيح ويزداد الأمر صعوبة على المدارس لإعادة بيع تلك الأجهزة أو الدفع أكثر مقابل إعادة تدويرها كونها أصبحت نفايات إلكترونية بحسب ما أشار التقرير الذي حذّر كذلك من أن تلك التكاليف المرتفعة قد تدفع المدارس لإعادة النظر في الاعتماد على أجهزة كروم بوك مستقبلًا ضمن إستراتيجية تقليل النفقات.
وشدّد التقرير على ضرورة مضاعفة العمر الافتراضي لنحو 31.8 مليون جهاز كروم بوك بيعت في عام 2020 الأمر الذي يساعد في خفض الانبعاثات الكربونية التي قد تنجم عن تحويلها إلى مخلفات إلكترونية، واقترح التقرير لذلك إزالة جوجل لنظام تاريخ انتهاء التحديثات التلقائية، وقيام المصنعين بإنتاج المزيد من قطع الغيار بما لا يقل عن 10 في المئة، والعمل أكثر على توحيد معايير المكونات عبر أجهزة كروم بوك، وتسهيل عملية تثبيت توزيعات لينكس عليها لجعل عملية إعادة بيعها لاحقًا أكثر قيمة.
وفي سياق متصل، صرّح المتحدث الرسمي لجوجل (بيتر دو) لموقع (ذا فيرج) The Verge التقني بأن شركته عملت بجد مع المصنعين لزيادة سنوات الدعم التي تتلقاها أجهزة كروم بوك، والتي زادت من خمس سنوات في عام 2016 لتصل إلى ثماني سنوات من التحديثات التلقائية منذ عام 2020، كما تعمل جوجل مع شركائها من أجل استخدام مواد تصنيع قابلة أكثر لإعادة التدوير، ومكونات لها قابلية أكثر للإصلاح مع استخدام تقنيات تصنيع تقلل الانبعاثات الكربونية بمرور الوقت.
وأضاف (دو) أن تحديثات النظام الدورية لأجهزة كروم بوك تضيف مزايا جديدة وترفع أمان النظام كل أربعة أسابيع كما تحسن تجربة الاستخدام مع التأكد أن الأجهزة القديمة تعمل بطريقة آمنة وموثوقة حتى تصبح المواصفات الفنية لها عائقًا دون توفير المزيد من التحديثات.